17 - 07 - 2024

عجايب غراب أبيض | "زوجتك نفسي" لايحتاجها "السريع"

عجايب غراب أبيض |

لا يحتاج العميد "يحيى السريع" المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية لمن تقول له: "إنت تغمز بعينك"، أو يكتب له: "زوجتك نفسي". فالرجل أصبح محبوب الملايين لمجرد إلقائه بيانات مهاجمة السفن المتجهة إلى إسرائيل الصهيونية الإرهابية، ولو كان الأداء على شاشات الفضائيات لايخلو من "كاريكاتيرية" مع رفع الصوت عاليا والحماسة.

 يدرك الناس عند مطابقة الكلام بالحال والواقع أن "السريع" يختلف عن "الصحاف" وزير دعاية فخامة الرئيس "صدام" صاحب مصطلح "العلوج"،وعلى مقربة من دخول الغزاة الأمريكيين بغداد.

"فالسريع" يتحدث عن أفعال حدثت في الواقع، ولا يطلق وعودا رعودا، أو زخات تهديدات في الهواء، أو يختلق انتصارات للتغطية على هزائم ولاصطناع بطولات ورقية وصوتية وتلفزيونية تتوج هامة "زعيم" اعتاد تمريغ أنوف شعبه في التراب قهرا وإذلالا ومصادرة للحريات والحقوق. و لعله يشفى غليل جيوش عرمرم في البطالة، مزودة بأسلحة متطورة فتاكة باهظة الثمن والعمولات، ولا تخيف إلا شعوبها، أو هي لمجرد مشاركة مناورات الأعداء، أو لاستعراضات الزينة والتفاخر بالقبائل والأنساب والتنابذ بعظيم الألقاب والتغني بأشباه الجمهوريات والملكيات. 

وعند "السريع" وشعب اليمن في التضامن مع غزة ضد الإبادة والتجويع والتهجير مايغني عن غمز ولمز الأعراب بإضافة أوصاف وتصنيفات "الحوثي" و "عملاء إيران"، أو حتى "الشيعي". بل معه نتذكر ما لليمن من فضل في إغلاق مضيق "باب المندب" إسهاما في حرب أكتوبر 1973، ومن قبل مهاجمة ناقلة بترول "كورال سي" الليبيرية 13 يونيو 1971 قرب المضيق (في عهد اليمن الديمقراطي الجنوبي)، ومنعها من  الوصول إلى إيلات. ومن يعود إلى الأرشيفات حينها سيجد بيانا رسميا من مصر الدولة تحية لهذا الهجوم ولأهميته في حصار إسرائيل من البحر الأحمر.

 واليوم الناس في بلادنا تنتظر إطلاله "السريع". وبالطبع هو ليس في حاجة لنفاق ولو ثمين ورفيع، أو حتى محتشم. 

وعجايب!
------------------------
بقلم: كارم يحيى 

مقالات اخرى للكاتب

عجايب غراب أبيض | كوباية شاي وشقة طعمية